مَنْ يجلس خلف المِقْوَد في عربة حياتك؟ أنت؟ أم عقلك؟
أن تكون واعياً يعني: أن تكون مُدركاً لأفكارك ومشاعرك وتجاربك، لحظةً بلحظة، دون أحكام. أنت حينها مراقب وشاهد على ما يحدث، قبل التعاطي معه.
أيُّ جزءٍ منك يُصدر الأحكام؟ نعم، إنَّها الأنا! إنَّ الأنا الخاصة بك تريد أن تحميك وتحافظ على سلامتك. إنَّها، في بعض الأحيان، تذهب بك بعيداً وتمنعك من أن تعيش الحياة بحدودها القصوى.
عندما يحدث هذا، ثمَّة ضرورة لأن تكون يقظاً وتغيِّر المسار إلى منظورك الروحي، الذي ليس لديه مخاوفَ، ولاحدود لديه البتَّة، والمُدرك لصورة حياتك الكبرى. إنَّ معرفتك بمن يديرالعرض في هذه اللحظة: هل هو الأنا خاصتك أم روحك؟ ومن ثمَّ، الاختيار بشكلٍ واعٍ للتحول عندما يتطلب الأمر ذلك، هذا هو كلُّ ما يدورحوله الوعي التامُّ. إن تحرم نفسك من هذه الإمكانيَّة، فأنت تحرم نفسك بشكلٍ أساسيٍّ من حريَّتك الخاصَّة.
ما بين الإثارة والاستجابة، هناك مسافة.
في هذه المسافة، تكون قدرتنا على أن نختار استجابتنا.
في استجابتنا يكمن نموُّنا
وحرِّيتنا كذلك.
فيكتور فرانكل
إنَّ التأملَ يساعدك في أن يخلق لك فضاءً ذهنيِّاً، ويحرِّرك، ليس فقط، من أيِّ تأثيرٍ سلبيٍّ ناتجٍ عن محيطك، بل أيضاً من أفكارك الذاتيَّة.إنَّ التأمل يتيح لك أن تُبطيء من ردود أفعالك وأن تصبح أكثر تجاوباً، أوأفضل، وأن تصبح خلَّاقاً في ظروفك الحياتيَّة، ومع الناس الذين يحيطون بك. إنَّ الكثيرَ من التوتُّر والإجهاد في الحياة لا ضرورة له. لقد قال شكسبير" ليس هناك من شيءٍ إمَّا جيِّد أو سيّء، لكنَّ التفكير هو ما يجعله كذلك".
عبر الوعيّ، تتمكن من التحكم بأفكارك وعقلك وتصبح عنصراً مشاركاً في عمليَّة إنتاج حياتك. إنَّ الحياةَ لم تعد مجرَّد شيءٍ يحدث لك، بل إنَّها شيءٌ يحدث من خلالك.
إذا كنت لا زلت تظنُّ أنَّ التأمل أمرٌ لا يناسبك، لَكَ أن تفكِّر في التقدير! حاول أن تجد شيئاً ما يستحقُّ التقديرفي أيِّ شيءٍ أو في أيِّ شخص. اسأل نفسك: ما الذي يستحقُّ التقدير هنا؟ إنِّي أعدك، إن تفتح قلبك وعقلك، ستجد دائماً شيئاً ما يستحق التقدير.
حرِّر نفسكَ إمَّا بالتأملِ، أو بالامتنان لما هو ايجابي.